من أيام الصغر يلاحقني دوماً هذا السؤال : ماذا لو ولدت في مكان غير هذه الأرض , ماذا سيكون شعوري ! , وهل سينظر لي الآخرون بنفس هذه النظرة التي أعيشها ؟
تساؤلات غريبة عديدة تمر في خاطري على رأسها : لماذا السعودية ؟!
توسعت مداركي وفهمت أشياء لعلها أجابت على بعض التساؤلات , ومن ما أدركته عن بلدي تميزها :
اقتصادياً وذلك لأن ربع مخزون العالم يقبع تحت أراضيها
جغرافياً لأنها تتوسط تقريباً منطقة الشرق الأوسط ولعلها في بقعة من أهم المراكز الجغرافية
و دينياً فيها الحرمين الشريفين مأوى أفئدة المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض
هذه الأسباب تجعل البلد وأهله تحت أنظار العالم القريب والبعيد , كيف يعيشون ؟ ما هي ثقافتهم ؟ , كيف يتقبلون الغريب عن بلدهم ؟ و و و …..
أعود لمحور التدوينة التي عنونتها بـ ” التحلي بالأخلاق السعودية ” , هل يجب أن نتميز بأخلاق خاصة دون الشعوب الأخرى !؟
من وجهة نظري أن العوامل التي ذكرتها ستحمّل الإنسان السعودي تبعات ومسؤوليات جسيمه لأنه ليس كغيره البعيد الذي قد لا نعرف عن بلده إلا مكانها في الخارطة المدرسية .
والمتتبع للانفتاح الذي يعيشه الشعب السعودي في الفترة الأخيرة يرى مقدار الثقل الكبير الذي احتله على خارطة العالم العربي على الأقل , ولا أدل من ذلك إلا أن قنوات العالم حسب توقيته المحلي , هي ملاحظات أو هواجس أراها وأعيشها في بلدي والتي للأسف تعكس صورة لا أرى أنها مناسبة مع المكانة التي يحتلها البلد :
1- مؤسسات بالعشرات تتزاحم اللوحات في مدخل بناية متهالكة ترمز لتجارة وهمية استطاع صاحبها أن يستقدم العمالة باسم مؤسسته , وبعدها يقوم بتوزيعهم في البلد , ويقوم بعملية الجباية على كل عامل نهاية كل شهر, أي أخلاق سترسمها مخيلة هذا الفقير المعدم الذي قطع الآف الكيلومترات طامعاً في لقمة يطعم بها عائلته , وتكون نهايته بين يدي انسان معدم الأخلاق يقوم بوظيفة محصل برتبة خائن .
2- لا أستغرب من جرائم بعض العمالة في هذا البلد فنحن من تسبب بظهور الجانب الأسود من هذا الإنسان , لا حقوق أخذها ولا معيشة طيبة يعيشها , ولا مرتب تحصل عليه إلا بعد أن يمر على العديد من المناشير التي تأكل منه , ليتبقى له فتات من المال قد لا يكفيه معيشة أسبوع , فهل نلومه !؟
3- ملايين من الريالات التي تدفعها الدولة -أعزها الله – لكي تعجل بنهضة البلد , ومع أول اختبار لهذا المشاريع نراها قد رسبت رسوباً شنيعاً وما كارثة جدة عنا ببعيد , والعشرات من هذه المشاريع التي نراها تتهالك قبل أن تبدأ في الخدمة ! , أين هي ذمة وأخلاق المقاول (السعودي ) التي تقدم لها الدولة التسهيلات دون غيره .
4- تغير نظام المرور مرات عديدة , لكن الذي لم يتغير هو تقيد السائق السعودي ( ابن البلد ) بهذه الإنظمة وهذا أكبر دافع مساعد للغريب أن يتجاوز النظام وما قطع الإشارة أو الوقوف جهة اليمين أو التجاوزات الخاطئة إلا دليل على هذه الأخلاق التجارية .
5- ارتكب فلان خطاً ما , سيواجه تعنيفاً مقيتاً وتصحيحً أعوج لخطئه, وهذا مايجعل البعض ينفر عن بعض أهل النصح أو للأسف يزيد في خطأه .
6- مئات الآلاف من الشعب تقطع آلاف الكيلومترات سفراً في كل عام , لكن أي صورة يحملونها عن أخلاق هذا الشعب ! , وأي تمثيل عن بلده سينقله للعالم الآخر .
7- في كل برنامج مباشر وعنما أعلم أن المتصل من بلدي أحبس أنفاسي خوفاً من تعبيرات همجية يطلقها المتصل وللأسف حتى الأطفال لم يسلموا من العدوى وما شاهدته في أول أيام العيد من اتصال على أحد قنوات الأطفال من طفلة وألفاظها السيئة إلا دليل على ذلك .
والقائمة تطول وتطول ….
أتمنى أن لا يسيء أحد فهم كلامي ويتهمني بأني متشائم أو حتى متحامل , لكن نحن أبناء بلد ينظر إليه العالم خلاف الشعوب الأخرى ويتابع سكناتنا وحركاتنا , فأي أخلاق سنقابلهم بها !
دمت ياوطني شامخاً ودام شعبك راقياً بأخلاقه .
أنت لست متشائماً..
أنت تحكي عن الواقع يا بدر..
هذا واقعنا، ولا يستطيع أحد أن ينكره أبداً..
مجمتمعنا وأخلاق -بعضنا- تفسر لنا ما تعلمناه وما نعيشه من تناقض..
إدعائنا أننا في بلد الإسلام الأول مع اهتمامنا بسفاسف الأمور وسخيفها يدل على ضعف الإهتمام الذي يتلقاه الشعب من وزارات الحكومة المعنية بالشعب..
وكذلك يدل على سوء التربية، مع ما نتشدق به من إهتمام بالدين ..!!
موضوعك في الصميم، ويحكي ألماً نعيشه كُلنا ..
[quote comment=”1921″]أنت لست متشائماً..
أنت تحكي عن الواقع يا بدر..
هذا واقعنا، ولا يستطيع أحد أن ينكره أبداً..
مجمتمعنا وأخلاق -بعضنا- تفسر لنا ما تعلمناه وما نعيشه من تناقض..
إدعائنا أننا في بلد الإسلام الأول مع اهتمامنا بسفاسف الأمور وسخيفها يدل على ضعف الإهتمام الذي يتلقاه الشعب من وزارات الحكومة المعنية بالشعب..
وكذلك يدل على سوء التربية، مع ما نتشدق به من إهتمام بالدين ..!!
موضوعك في الصميم، ويحكي ألماً نعيشه كُلنا ..[/quote]
سعيد جداً بمداخلاتك عزيزي محمد ..
كلام في الصميم ماقلته , للأسف الآن كلن يحمل الآخر مسؤلية التربية .
في المدرسة يأتيك ولي الأمر وكأنك الوحيد المسؤل ولا أعرف كيف تناسى دور البيت قبل أن يأتي الابن للمدرسة …
الله يرحم الحال ويرفع الباس :(
صدقت لا حول و لا قوة الا بالله
الكثير من الأجانب ياتي و يظننا أبناء الصحابة الطاهرين
و ينصدم بالواقع المؤلم لهذا فعلهم ردة فعل على العنصرية و التخلف
و أكل حقوقهم
شكراً جزيلاً لك